''سيرة الصحابيات الجليلات ... السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما
صفحة 1 من اصل 1
''سيرة الصحابيات الجليلات ... السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا
، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ،
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
.
أما بعـد:-
فحيَّا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وذكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور.
طبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
حياكم الله جميعاً وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أن يجمعنى وإياكم في الدنيا دائما وأبداً على طاعته وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار كرامته.
إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شىء قدير..
المرأة نصف المجتمع ، ولا شيء أبلغ في حياتها كالقدوة الصالحة .
سيرة نساء النبي وبناته والصحابيات الجليلات
اليوم
السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما
أم حبيبة بنت أبي سفيان
أم المؤمنين
قد كان يكون بيننا ما يكون بين "
" الضرائر ، فتحلَّليني من ذلك
أم حبيبة
هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
وُلِدَت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً ، أسلمت قديماً وهاجرت الى الحبشة
مع عبيد الله بن جحش ، تُكنّى أم حبيبة ، تزوّجها رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهي في الحبشة ، وقدمت عليه سنة سبع
قد كان يكون بيننا ما يكون بين "
" الضرائر ، فتحلَّليني من ذلك
أم حبيبة
هي رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
وُلِدَت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً ، أسلمت قديماً وهاجرت الى الحبشة
مع عبيد الله بن جحش ، تُكنّى أم حبيبة ، تزوّجها رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهي في الحبشة ، وقدمت عليه سنة سبع
الهجرة والمحنة
لمّا
اشتد الأذى من المشركين على الصحابة في مكة ، وأذن الرسول -صلى الله عليه
وسلم- للمستضعفين بالهجرة بدينهم الى الحبشة ، هاجرت أم حبيبة مع زوجها
عُبيد الله بن جحش معَ من هاجر من الصحابة إلى الحبشة ، لقد تحمّلت أم
حبيبة أذى قومها ، وهجر أهلها ، والغربة عن وطنها وديارها من أجل دينها
وإسلامها وبعد أن استقرت في الحبشة جاءتها محنة أشد وأقوى ، فقد ارتد
زوجها عن الإسلام وتنصّر ، تقول أم حبيبة -رضي الله عنها- رأيت في
المنام كأن زوجي عُبيد الله بن جحش بأسود صورة ففزعت ، فأصبحت فإذا به قد
تنصّر ، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به ، وأكبّ على الخمر حتى مات
الزواج المبارك
فأتاني
آت في نومي فقال يا أم المؤمنين ) ففزعت ، فما هو إلا أن انقضتْ عدّتي
، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن ، فإذا هي جارية يُقال لها أبرهة ،
فقالت إن الملك يقولُ لك : وكّلي مَنْ يُزوِّجك ) فأرسلت إلى خالد بن
سعيد بن العاص بن أمية فوكّلته ، فأعطيتُ أبرهة سِوارين من فضّة )
فلمّا
كان العشيّ أمرَ النجاشي جعفر بن أبي طالب ومَنْ هناك من المسلمين فحضروا
، فخطب النجاشي فحمد الله تعالى وأثنى عليه وتشهد ثم قال أما بعد ، فإن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إليّ أن أزوّجه أم حبيبة ، فأجبت وقد
أصدقتُها عنه أربعمائة دينار ) ثم سكب الدنانير ، ثم خطب خالد بن سعيد
فقال قد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوّجته
أم حبيبة ) وقبض الدنانير ، وعمل لهم النجاشي طعاماً فأكلوا
تقول
أم حبيبة -رضي الله عنها- فلمّا وصل إليّ المال ، أعطيتُ أبرهة منه
خمسين ديناراً ، فردتّها عليّ وقالت إن الملك عزم عليّ بذلك ) وردّت
عليّ ما كنتُ أعطيتُها أوّلاً ثم جاءتني من الغَد بعودٍ ووَرْسٍ وعنبر ،
وزبادٍ كثير -أي طيب كثير- ، فقدمتُ به معي على رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-
ولمّا بلغ أبا
سفيان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نكح ابنته قال هو الفحلُ لا
يُجْدَعُ أنفُهُ ) أي إنه الكُفء الكريم الذي لا يُعاب ولا يُردّ
.
عودة المهاجرة
لقد
كانت عودة المهاجرة ( أم حبيبة ) عقب فتح النبي -صلى الله عليه وسلم- خيبر
، عادت مع جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين الى الحبشة ، وقد سُرَّ
الرسول -صلى الله عليه وسلم- أيّما سرور لمجيء هؤلاء الصحابة بعد غياب
طويل ، ومعهم الزوجة الصابرة الطاهرة وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
والله ما أدري بأيّهما أفرحُ ؟ بفتح خيبر ؟ أم بقدوم جعفر )
الزفاف المبارك
وما
أن وصلت أم حبيبة -رضي الله عنها- الى المدينة ، حتى استقبلها الرسول -صلى
الله عليه وسلم- بالسرور والبهجة ، وأنزلها إحدى حجراته بجوار زوجاته
الأخريات ، واحتفلت نساء المدينة بدخول أم حبيبة بيت رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهن يحملن لها إليها التحيات والتبريكات ، وقد أولم خالها
عثمان بن عفان وليمة حافلة ، نحر فيها الذبائح وأطعم الناس اللحم
واستقبلت
أمهات المؤمنين هذه الشريكة الكريمة بالإكرام والترحاب ، ومن بينهن العروس
الجديدة ( صفية ) التي لم يمض على عرسها سوى أيام معدودات ، وقد أبدت
السيدة عائشة استعدادا لقبول الزوجة الجديدة التي لم تُثر فيها حفيظة
الغيرة حين رأتها وقد قاربت سن الأربعين ، وعاشت أم حبيبة بجوار صواحبها
الضرائر مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكل أمان وسعادة
أبو سفيان في بيت أم حبيبة
لقد
حضر أبو سفيان ( والد أم حبيبة ) المدينة يطلب من الرسول -صلى الله عليه
وسلم- أن يمد في أجل الهدنة التي تمّ المصالحة عليها في الحديبية ، فيأبى
عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الطلب ، فأراد أبو سفيان أن
يستعين على تحقيق مراده بابنته ( زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم-) فدخل
دار أم حبيبة ، وفوجئت به يدخل بيتها ، ولم تكن قد رأته منذ هاجرت الى
الحبشة ، فلاقته بالحيرة لا تدري أتردُّه لكونه مشركاً ؟ أم تستقبله لكونه
أباها ؟ وأدرك أبو سفيان ما تعانيه ابنته ، فأعفاها من أن تأذن له بالجلوس
، وتقدّم من تلقاء نفسه ليجلس على فراش الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فما
راعه إلا وابنته تجذب الفراش لئلا يجلس عليه ، فسألها بدهشة فقال يا
بُنيّة ! أرغبتِ بهذا الفراش عني ؟ أم بي عنه ؟) فقالت أم حبيبة بلْ هو
فراشُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنت امرءٌ نجسٌ مشركٌ ) فقال يا
بُنيّة ، لقد أصابك بعدي شرٌّ ) ويخرج من بيتها خائب الرجاء
إسلام أبو سفيان
وبعد
فتح مكة أسلم أبو سفيان ، وأكرمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال من
دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، من أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد
الحرام فهو آمن ) ووصل هذا الحدث المبارك الى أم المؤمنين ( أم حبيبة )
ففرحت بذلك فرحاً شديداً ، وشكرت الله تعالى أن حقَّق لها أمنيتها
ورجاءَها في إسلام أبيها وقومها
وفاتها
وقبل
وفاتها -رضي الله عنها- أرسلت في طلب السيدة عائشة وقالت قد كان يكون
بيننا ما يكون بين الضرائر ، فتحلَّليني من ذلك ) فحلّلتها واستغفرت لها ،
فقالت سررتني سرّك الله وأرسلت بمثل ذلك الى باقي الضرائر وتوفيت أم
حبيبة -رضي الله عنها- سنة أربع وأربعين من الهجرة ، ودفنت بالبقيع
[size=21]قال أبو عمر : توفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين .
وعن علي بن الحسين قال
: قدمت منزلي في دار علي بن أبي طالب عليه السلام . فحفرنا في ناحية منه .
فأخرجنا منه حجرا " . فإذا فيه مكتوب : هذا قبر رملة بنت صخر . فأعدناه
مكانه ( 3 ) .
: قدمت منزلي في دار علي بن أبي طالب عليه السلام . فحفرنا في ناحية منه .
فأخرجنا منه حجرا " . فإذا فيه مكتوب : هذا قبر رملة بنت صخر . فأعدناه
مكانه ( 3 ) .
تقـبل الله منـا
[size=29] ومنكـم صالـح الأعمـال[/size][size=29][/size]
[size=29][/size][size=29]والله الموفق[/size]
مواضيع مماثلة
» الملعونيين والمحرومون من النظر إلى الله
» فضل لا اله الا الله
» تقوى الله
» خطأ عظيم في حق الله عز وجل
» كلام جميل فى حب الله
» فضل لا اله الا الله
» تقوى الله
» خطأ عظيم في حق الله عز وجل
» كلام جميل فى حب الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى